حتى لا ننسى حفظ القرآن إليكم هذه النصائح ....................
أحببت أن أقدم إليكم بعض الخطوات التي تعيننا و إياكم بإذن الله على تثبيت حفظنا للقرآن ومنها :
1-اللجوء إلى الله تعالى بصدق والدعاء والتضرع والإلحاح عليه بخاصة وقت السّحر بأن تدعوه أن يمن عليك بحفظ كتابه والعمل به و لا يوجد سلاح أقوى من الدعاء فلنجعل لنا دعوة ثابتة ندعو بها كل يوم و كل وقت في الصلاة عند السجود حيث الدعاء فيه مستجاب في أوقات السحر عند نزول الرحمن جل و علا الى السماء الدنيا فيسألنا نحن عباده الفقراء إليه و الى ما عنده هل من مستغفر فأغفر له .. هل من سائل فأعطيه مسألته .. فلنجعل مسألتنا هي أن يعيننا على حفظ كتابه و فهم معانيه و العمل بما جاء فيه و يجعله نورا لقلوبنا و أسماعنا و أبصارنا و هدينا الذي نمشي عليه و منيرا و مؤنسا لنا في قبورنا و مرشدا و دليلا الى الجنة .... فبالله عليكم ما أجمل هذه المسألة و ما أجمل الآثار المترتبة على تحقيقها بإذن الله .. فالدعاء الدعاء و لا تملوا من الدعاء لأن الله سبحانه و تعالى لا يمل من الإجابة إلا اذا نحن مللنا من الدعاء .
2- أن تخلص النية لله تعالى وتتعبده سبحانه بتلاوته...و اياك و العجب و الرياء : اجعل نيتك في حفظ القرآن و تلاوته خالصة لوجه الله تعالى و لعبادته و ذكره حتى يبارك لك به الله و يثبته في جوفك و يعينك عليه و يثيبك عليه و الحذر الحذر من عدم اخلاص النية و حفظ كتاب الله رياءا و تفاخرا بين الناس ليقال فلان ما شاء الله حافظ كذا من القرآن لكن في الواقع أن لسانه حافظ كلام فقط أما جوفه فهو خال و روحه لم تستشعر كلام الله و عظمته و لم يتدبر العقل معانيه العظيمة فهذا الحفظ أنا اسميه الحفظ التجاري الذي لا يثبت لا في الدنيا و لا في الآخرة بل يحبطه الله في الدنيا و الآخرة و يذهب هباء منثورا .... فلنخلص نياتنا لله تعالى حتى يبارك الله لنا في اعمالنا .
3-اعزم على العمل به بفعل الأوامر واجتناب النواهي فعندما تطبق ما تحفظ في حياتك العامة يثبت المعنى و الحفظ أكثر فيصبح قول و عمل ... أذكر أيام الدراسة كل ما هو عملي و نجري عليه التجارب العملية يثبت في الذاكرة و يكمل فهمه في عقولنا لأن الكلام النظري طبقناه بشكل عملي أمام أعيننا . فإن تركت كلام الله تعالى كلاما نظريا و لم تنفذه بشكل عملي فلن يثبت عندك ابدا ...فتدبر و اعقل و نفذ يثبت الحفظ بإذن الله وتوفيقه .
4- اقرأ شرح الآيات و معاني الكلمات ... قبل أن تبدأ في الحفظ أفهم ماذا تحفظ فاقرأ الآية بتمعن و اقرأ معاني الكلمات و شرح هذه الآية من أي كتاب لتفسير القرآن موجود لديك حتى و لو كان مختصرا المهم أن تفهم ماذا تقرأ ثم بعد الفهم الكامل للمعنى ابدأ بالحفظ فهذا أدعى لثبات الحفظ بإذن الله .
5-اجعل لك ورداً يومياً لا تتنازل عنه وذلك بمقدار حفظك فمثلاً لو كنت حافظاً للقرآن كاملاً فلا تقل عن مراجعة جزء يومياً اجعل لك أوقات ثابتة و مقدسة واحد للتلاوة و آخر للحفظ ..اليوم اربع و عشرين ساعة حرام أن لا نجعل منه على الأقل ساعة أو ساعتين للقرآن ... و هذه الأوقات برأيي ممكن تكون على الشكل التالي : 1- وقت لتلاوة وردك اليومي حتى و لو كان نصف حزب المهم أن يكون لك ورد يومي تقرأه من القرآن حتى تكتب من الذاكرين الله كثيرا و لا تكتب من الذين هجروا القرآن و نسوا الله فنساهم . 2- وقت ثاني للحفظ و مراجعة ما تحفظ من القرآن . و يجب أن تكون هذه الأوقات مقدسة بمعنى الكلمة حتى ان فاتك وقت اقضيه فأحسن اختيارهذه الاوقات بما يتناسب مع ظروفك ... و ممكن أقترح عليكم هذه الأوقات بأن يكون وقت للتلاوة قبل النوم لتختم يومك بقراءة القرآن فلا تدري هل ترد إليك روحك في هذه الليلة أم لا فاجعل آخر عهدك بالدنيا كلام الله تعالى . و وقت الحفظ ليكن بعد صلاة الفجر لأن العقل يكون متفتح في الصباح مع أول اشراقة للشمس و مع أصوات العصافير التي تملأ الدنيا تسبيحا لله تفتح النفس و العقل للحفظ و الفهم و التدبر .
6-تعهد القرآن وحسن صوتك به تعلم أحكام التجويد و حاول أن تتعلم الترتيل بصوت حسن .. فوالله للتلاوة حلاوة ثانية عندما تطبق فيها أحكام التجويد و تخرج كل حرف من مخرجه و تشعر بأن فكك كله و لسانك و بالتالي قلبك كله يتحرك مع الكلام و ليس فقط قراءة من رأس اللسان قراءة سريعة خاوية .... و حتى في تطبيق احكام التجويد رياضة لعضلات الفك سبحان الله ... فكما تقوم برياضتك الصباحية لنشاط جسمك و عقلك ألا تجعل لعضلات فكك ايضا نصيبا من هذه الرياضة لنشاط لسانك و قلبك ؟؟!!
7- عود اذنك على سماع القرآن دائما ..و نقي قلبك من الأدناس ليستوعب كلام الله . اختر شيخك المفضل و الذي ترتاح نفسك لقراءته و احضر له تسجيلات تسمعها في كل وقت حتى تتعود أذنك على الكلام و أيضا على أحكام التجويد و ممكن الترتيل فقد تتأثر بتلاوت الشيخ و تصبح ترتل بمثل ترتيله . و نجد كثير من الناس يجدون صعوبة في حفظ كلام الله و تثبيته في حين تجدهم ما شاء الله يحفظون الأغنية من أول مرة يسمعوها و لا تختفي من ذاكرتهم أبدا .... فلو سألنا أنفسنا لماذا هذا التناقض نعرف أن الجواب هو بأنه يسمع الأغنية في كل وقت وين ما راح تلاقيه مشغل هالأغنية أو قاعد يترنم فيها فكيف لا يحفظها و لا تثبت في عقله ؟؟ و إذا كان قد ملأ قلبه بكلام الشيطان فكيف سيجعل بجواره كلام الرحمن و كلام الرحمن أعز و أجل !! . فلا يجتمع في جوف المؤمن كلام الله مع كلام الشيطان و يقول الله تعالى : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) اما قلب عامر بكلام الله أو قلب متخوم بكلام الشيطان .
8-اتق الله ، يعلمك الله . يقول الله عز و جل : (( واتقوا الله ويعلمكم الله ))
9- إياك و المعاصي و العجب و الرياء و أكل الحرام فكل هذه الأمور تمحق البركة و تحبط الأعمال .
10-لا تسخر ممن لا بجيد القراءة ولا تتباهى بحفظك ألم تسمع بقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم : (الذي يقرأ القرآن و هو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرؤه و هو عليه شاق له أجران) فبغرورك و كبريائك قد تمحق ثواب عملك في حين أن الذي يقرأه بمشقة له الأجر مضاعف لحرصه و مثابرته و اخلاص نيته .
و ختاما أسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا و نور صدورنا و جلاء أحزاننا وهمومنا .. اللهم اجعله شريعتناو هدينا في حياتنا و أخلاقنا و مؤنسنا في قبورنا و مرشدنا و دليلنا الى الجنة ... اللهم اجعله شاهدا لنا لا علينا و ارفعنا به الدرجات و ثبته في قلوبنا و صدورنا و علمنا منه ما جهلنا و ذكرنا منه ما نسينا و اجعلنا ممن يقيمون حدوده و حروفه و لا تجعلنا ممن يقيمون حروفه و يضيعون حدوده ... اللهم أعنا على حفظه و تلاوته آناء الليل و أطراف النهار و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل يا ارحم الرحمين .................